أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 11 مارس 2022م : منزلة الشهداء عند ربهم ، للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة 11 مارس 2022م : منزلة الشهداء عند ربهم ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ: 8 شعبان 1443هـ – الموافق 11 مارس 2022م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 11 مارس 2022م ، للدكتور محروس حفظي : منزلة الشهداء عند ربهم .

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 11 مارس 2022م ، للدكتور محروس حفظي : منزلة الشهداء عند ربهم ، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 11 مارس 2022م ، للدكتور محروس حفظي : منزلة الشهداء عند ربهم ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

___________________________________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

و للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن الدروس الدينية

عناصر خطبة الجمعة القادمة: منزلة الشهداء عند ربهم ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي:

 

(1) منزلةُ وفضلُ الشهيدِ في الإسلامِ .

(2) أنواعُ الشهداءِ في الإسلامِ .

(3) نماذجُ مِن الشهداءِ حفلَ بهم التاريخُ .

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة منزلة الشهداء عند ربهم ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي:

 

الحمدُ للهِ حمدًا يُوافِي نعمَهُ، ويُكافِىءُ مزيدَهُ، لك الحمدُ كما ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِكَ، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا محمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمَّا بعدُ ،،،

  • العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

  • منزلةُ وفضلُ الشهيدِ في الإسلامِ:

الشهيدُ في الإسلامِ بيَّنَهُ سيدُنَا مُحمدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديثِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» (الترمذي وحسنه)، وسببُ تسميةِ الشهيدِ شهيدًا؛ لأنَّهُ حيٌّ يُرزقُ فكأنَّ أرواحَهُم شاهدةٌ أيْ حاضرةٌ، ويشْهَدُ عندَ خروجِ روحِهِ ما أُعِدَّ لهُ مِن النعيمِ المقيمِ، ويأمنُ مِن العذابِ والنكالِ الجسيمِ، فَهُم أصحابُ الأجرِ الوفيرِ، والنورِ التامِّ المنيرِ ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾، وأخرجَ الطبرانيُّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إِذَا وَقَفَ الْعَبْدُ لِلْحِسَابِ جَاءَ قَوْمٌ وَاضِعِي سُيُوفَهُمْ عَلَى رِقَابِهِمْ تَقْطُرُ دَمًا، فَازْدَحَمُوا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَقِيلَ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قِيلَ: الشُّهَدَاءُ كَانُوا أَحْيَاءً مَرْزُوقِينَ» (حسن)، فالشهادةُ اختيارٌ واصطفاءٌ مِن اللهِ لبعضِ عبادِهِ. ومكانةُ الشهيدِ على مرِّ العصورِ مكانةٌ عظيمةٌ دينيًّا وروحيًّا وإنسانيًّا، حتى رأينَا الشاعرَ العربيَّ الأصيلَ يذكرُ أنَّ أيامَ الشهداءِ هي أيامُ التاريخِ والفخارِ الحقيقِي، حيثُ يقولُ:

يومُ الشهيدِ تحيةً وســــلامًا … بك والنضالُ نؤرخُ الأيامَا

وقد حفلتْ كتبُ السنةِ الصحيحةِ ببيانِ منزلةِ الشهيدِ، وها أنا اقتطفُ منها ما يرشدُ المتكلمَ، وتَهدِي السائرَ:

*الكرامةُ عندَ الله عزَّ وجلَّ: روىَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:َ مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلاّ الشَّهِيدُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنْ الْكَرَامَةِ» (البخاري) وفي روايةٍ: «مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ لَهَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ يَسُرُّهَا أَنَّهَا تَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا وَلا أَنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا إِلا الشَّهِيدُ فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ فِي الدُّنْيَا لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ» (مسلم) .

 *أرواحُ الشهداءِ في حواصلَ طيرٍ خضرٍ: ولا يستغرِبَنَّ المسلمُ حصولَ ذلكَ، ولا يستبعدُهُ، فقدرةٌ صالحةٌ لأنْ توسعَهَا لَهَا حَتَّى تكونَ أوسعَ مِن الفضاءِ، وليسَ بالأقيسةِ والعقولِ فى هذا تَحْكُمُ، وهِيَ مودعةٌ فِيهَا على سَبِيلِ الْحِفْظِ والصيانةِ وَالْإِكْرَامِ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ: «لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ، جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ، تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ، فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَأْكَلِهِمْ وَمَشْرَبِهِمْ وَمَقِيلِهِمْ، قَالُوا: مَنْ يُبَلِّغُ إِخْوَانَنَا أَنَّا أَحْيَاءُ فِي الْجَنَّةِ نُرْزَقُ، لِئَلَّا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ، وَلَا يَنْكُلُوا عَنِ الْحَرْبِ؟ فَقَالَ اللَّهُ: أَنَا أُبَلِّغَهُمْ عَنْكُمْ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا﴾» (الحاكم وصححه ووافقه الذهبي) .

*الأمنُ مِن فتنةِ القبرِ وعذابِهِ واستمرارُ عملِهِ وعدمُ انقطاعِهِ: الشهيدُ لا يسألُهُ الملكانِ في قبرِهِ، إذ المرادُ مِن السؤالِ امتحانُ الميتِ، واالشهيدُ قد رأىَ مِن أهوالِ الحربِ وفزعاتِهِا ومع ذلك ثبتَ ورابطَ ولم يفرْ، فكانَ ذلك دليلًا كافيًا على ثباتِ إيمانِهِ، ورباطِةِ جأشِهِ، أخرجَ النسائِي عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلَّا الشَّهِيدَ؟ قَالَ: «كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً» (صحيح)، وكما أنَّ القدرَ لم يسعفْهُ لإكمالِ ما يتمناهُ مِن الأعمالِ الصالحةِ كان فضلُ اللهِ عليه أنَّ ثوابَ عملِهِ يُجرَي عليهِ في قبرهِ، بل يزيدُ ويتضاعفُ فعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «كُلُّ عَمَلٍ يَنْقَطِعُ عَنْ صَاحِبِهِ إِذَا مَاتَ، إِلَّا الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ، وَيُجْرَى عَلَيْهِ رِزْقُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» (الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادَيْنِ رِجَالُ أَحَدِهِمَا ثِقَاتٌ) .

*غبارُ المعركةِ يكونُ مانعًا مِن دخانِ جهنم: لما كانَ موضعُ القتالِ يثارُ فيه ِالترابُ فلا يَرى الإنسانُ بعينيهِ ما أمامَهُ، وقد يصلُ الغبارُ إلى حلقِهِ فيشتدُّ عليهِ الأمرُ، كان فضلُ اللهِ وكرمُهُ ألَّا يجمعَ لهُ بينَ غُبارِ الدنيا وبينَ دُخانِ جهنمَ التي وقُودُهَا الناسُ والحجارةُ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي مِنْخَرَيْ مُسْلِمٍ أَبَدًا» (الحاكم وصححه ووافقه الذهبي) .

*يشفعُ في أهلِ بيتهِ: الشهيدُ يتركُ خلفَهُ أبًا وأمًّا يعيشانِ حالةً مِن الحزنِ والألمِ طيلةَ حياتِهِم، وقد يتركُ أولادًا يُيَتَّمُونَ، فكانَ الجزاءُ أنْ يُشَفَّعَ فيهم يومَ القيامةِ جزاءَ صبرِهِم وثباتِهِم على فراقهِ روى أبو داودَ عن أَبِي الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُشَفَّعُ الشَّهِيدُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ» (صحيح) .

*مغفرةُ ذنوبِهِ عندَ أولِ قطرةٍ مِن دمِهِ: عَنْ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ» (الترمذي وصححه) .

* الشهداءُ مِن أولائلِ مَن يدخلُونَ الجنةَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عُرِضَ عَلَيَّ أَوَّلُ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ: شَهِيدٌ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ، وَعَبْدٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ اللَّهِ وَنَصَحَ لِمَوَالِيهِ» (الترمذي وحسنه) .

  • العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

(2) أنواعُ الشهداءِ في الإسلامِ:

الشهيدُ الذي له تلكَ المكانةُ السابقةُ شهيدُ الدنيَا والآخرةِ وهو الذي قُتِلَ صابرًا محتسبًا في المعركةِ أو قُتِلَ غدرًا على أيدِي البُغاةِ أو قطاعِ الطرقِ، أو الخوارجِ وغيرِهِم مِمَن نُسِجَ على منوالِهِم، وأفضلُ الشهادةِ مِن قُتلَ دفاعًا عن وطنِهِ أو عرضِهِ أو أرضِهِ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟ قَالَ: فَلا تُعْطِهِ مَالَكَ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي؟ قَالَ: قَاتِلْهُ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي؟ قَالَ: فَأَنْتَ شَهِيدٌ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: هُوَ فِي النَّارِ» (مسلم)، فهم قومٌ هانتْ عليهم دُنياهُم ولم تغرَّهُم الحياةُ وزخرفُهَا، ولم يقعدْ بهم الخوفُ على الأولادِ، سلكُوا طريقًا قلَّ سالِكُوه، وركبُوا بحرًا تقاصَرتِ الهمَمُ عن رُكوبِهِ ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾، فهُم عقدُوا البيعَ مع اللهِ، السِّلعةُ: دماؤُهُم، والثمنُ المؤجلُ: الجنةُ ونعيمُهَا، ومَن أوفَى بعهدِهِ مِن اللهِ ؟! فما أعظمَهُ مِن بيعٍ، وما أحسنَهُ مِن ربحٍ! للهِ دَرُّهُم، وهذا النوعُ مِن الشهداءِ لا يُغسلُ، ويُكَفَّنُ في ثيابِهِ التي قُتلَ بها، ويُصلَّى عليهِ فعن عَبْد اللَّهِ بْن ثَعْلَبَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: «زَمِّلُوهُمْ فِي ثِيَابِهِمْ، قَالَ: وَجَعَلَ يَدْفِنُ فِي الْقَبْرِ الرَّهْطَ قَالَ: وَقَالَ: قَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا» (أحمد) .

أمَّا مَن يسفكُ دماءَ الأبرياءِ، ويزعزعُ استقرارَ وأمنَ الأوطانِ، ويروعُ الآمنينَ فذاك قتيلُ الباطلِ، وعملُهُ مردودٌ عليهِ؛ لأنَّ هذا لا يؤيدُهُ دينٌ، ولا يقبلُهُ عقلٌ أو لبيبٌ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي، يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ» (مسلم) .

ولما كانتْ أمةُ سيدِنَا محمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهَا مِن الفضلِ والمكانةِ ما ليسَ لغيرِهَا مِن الأممِ السابقةِ جعلَ اللهُ لهَا أبوابًا كثيرةً تحصلُ مِن خلالِهَا على أجرِ الشهيدِ، وهؤلاءِ جميعًا تجرِي عليهم أحكامُ الدنيَا مِن غسلٍ وتكفينٍ وصلاةٍ وغيرِهَا، قالَ ابنُ حجرٍ: (وَقَدِ اجْتَمَعَ لَنَا مِنَ الطُّرُقِ الْجَيِّدَةِ أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِينَ خَصْلَةٍ …  وذكرَ منهم: الْمَبْطُونُ، وَاللَّدِيغُ، وَالْغَرِيقُ، وَالشَّرِيقُ: الَّذِي يَفْتَرِسُهُ السَّبُعُ، وَالْخَارُّ عَنْ دَابَّتِهِ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، والْمَائِدُ فِي الْبَحْرِ الَّذِي يُصِيبُهُ الْقَيْءُ، ومن تردَّى مِن رؤوسِ الجبالِ) أ.ه، وقد كان لهؤلاءِ أجرُ الشهادةِ بسببِ شدةِ وقعِ هذه الموتاتِ، وكثرةِ ألمِهَا، وها أنَا أُوجزُ الحديثَ عن بعضِ هؤلاءِ:

*مَن سألَ الشهادةَ بصدقٍ: لمَّا علمَ اللهُ صدقَ نيةِ مَن سألَهُ أنْ يموتَ شهيدًا في سبيلِ نصرةِ دينهِ أو الدفاعِ عن طنهِ، وثبتَ شرفُ قصدهِ، كان جزاؤُهُ أنَّ لهّ أجرَ الشهادةِ فعن سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ» (مسلم)، والمسلمونَ قبلَ فتحِ مكةَ كانتْ الهجرةُ مفروضةً عليهم وقد كان بعضُ الصحابةِ يموتُ في الطريقِ قبلَ وصولِهِ المدينة، فكانَ أنْ حصلَ لهّ أجرُ المهاجرِ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «خَرَجَ ضَمْرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ: احْمِلُونِي فَأَخْرِجُونِي مِنْ أَرْضِ الْمُشْرِكِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَمَاتَ فِي الطَّرِيقِ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى النَّبِيِّ فَنَزَلَ الْوَحْيُ: ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ﴾» (أَبُو يَعْلَى، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ)، لكنْ بعدَ فتحِ مكةِ نُسِخَ هذا الأمرّ واستقرَّ الحكمُ على عدمِ الهجرةِ، وقد بيَّنَ رسولُنَا أنَّ الهجرةَ الحقيقةَ هي هجرةُ المعاصِي والمنكراتِ فعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ عَنِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: «لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ» (متفق عليه) .

*مَن يموتُ بالطاعونِ أو الوباءِ أو مرضٍ مُزمنٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: «مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ: مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، قَالَ: إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، قَالُوا: فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ، قَالَ ابْنُ مِقْسَمٍ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِيكَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ قَالَ: وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ» (مسلم)، وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الشهادةُ سبعٌ سوى القتلِ في سبيلِ اللهِ: المطعونُ شهيدٌ، والغرقُ شهيدٌ، وصاحبُ ذاتِ الجنبِ شهيدٌ، والمبطونُ شهيدٌ، وصاحبُ الحريقِ شهيدٌ، والذي يموتُ تحتَ الهدمِ شهيدٌ، والمرأةُ تموتُ بجمعٍ شهيدٌ» (أبو داود) .

*طالبُ العلمِ الذي يموتُ في سبيلِ تحصيلهِ أو الذي يهلكُ في الغربةِ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ خَرَجَ فِي طَلَبِ العِلْمِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يَرْجِعَ» (الترمذي وحسنه)، وكذَا مَن يموتُ في غربتِهِ في سبيلِ تحصيلِ لقمةِ عيشِهِخ، وكسبِ قوتِهِ، وقوتِ أهلِهِ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَوْتُ غُرْبَةٍ شَهَادَةٌ» (ابن ماجه)، لكنْ شريطةَ ألا يُؤُدِي بنفسِهِ مواردَ الهلكةِ والعذابِ، وألا يُذِلَّ نفسَهُ كمَن يسافرُ عن طريقِ الهجرةِ غيرِ الشرعيةِ فهذا لا يدخلُ معنَا هُنَا فعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ» قَالُوا: وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: «يَتَعَرَّضُ مِنَ البَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ» (الترمذي وحسنه، وإِسْنَادُ الطَّبَرَانِيِّ فِي الْكَبِيرِ جَيِّدٌ) .

  • العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة

(3) نماذجُ مِن الشهداءِ حفلَ بهم التاريخُ:

لقد حفلَ التاريخُ قديمًا وحديثًا بتخليدِ نماذجَ لا تُعَدُّ ولا تُحصَى قدمُوا أرواحَهُم في سبيلِ خدمةِ دينهِم وأوطانِهِم، فما أحوجَنَا أنْ نهتديَ بهم، ونسيرَ على منوالِهِم: ومِن هؤلاء: الصحابةُ الكرامُ حيثُ تمنَّوا نيلَ الشهادةِ في سبيلِ اللهِ، إذ هي الطريقُ الموصلُ للجنةِ، ولذا يتمنَّى الشهيدُ أنْ يرجعَ إلى الحياةِ مرةً أُخرِى ليقاتلَ فيُقتلُ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا فَأُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا فَأُقْتَلُ» (البخاري) .

*رجلٌ مِن الأعرابِ: روَى النسائيُّ عَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ «أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: أُهَاجِرُ مَعَكَ، فَأَوْصَى بِهِ النَّبِيُّ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةٌ غَنِمَ النَّبِيُّ سَبْيًا، فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ، فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ، وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ، فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟، قَالُوا: قِسْمٌ قَسَمَهُ لَكَ النَّبِيُّ، فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: قَسَمْتُهُ لَكَ، قَالَ: مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ، وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى إِلَى هَاهُنَا، وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ بِسَهْمٍ، فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ: إِنْ تَصْدُقِ اللَّهَ يَصْدُقْكَ، فَلَبِثُوا قَلِيلًا ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ، فَأُتِيَ بِهِ يُحْمَلُ قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَهُوَ هُوَ؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ»، ثُمَّ كَفَّنَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جُبَّتِهِ، ثُمَّ قَدَّمَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَكَانَ فِيمَا ظَهَرَ مِنْ صَلَاتِهِ: اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ فَقُتِلَ شَهِيدًا أَنَا شَهِيدٌ عَلَى ذَلِكَ» (صحيح)، فانظرْ كيفَ رفضَ هذا الأعرابيُّ أنْ يأخذَ حفنةً مما اقتسمَهُ المسلمونَ، وقنعَ ألَّا يرضَى بالجنةِ بديلًا، وبينَ مَن  يبيعُ دينَهُ – مِن الدواعشِ وأبواقِ الفتنةِ وغيرِهِم – بعرضٍ مِن الدنيَا، ويخرجُ فيقتلُ الضعفاءَ، ويهتكُ النساءَ، ويستبيحُ الدماءَ والأموالَ بحجةِ إحياءِ فريضةِ الجهادِ الغائبةِ، ألَا شتانَ ما بينَ الثَّرىَ والثُّريَّا .

*رجالُ قواتِنَا المسلحةِ الأبيةِ وأبطالُ شرطتِنَا القويةِ: لقدْ ضربَ أبطالُ قواتِنَا المسلحةِ البواسلِ، ورجالُ شرطتِنَا العظيمةِ أروعَ الأمثلةِ في التضحيةِ بأرواحِهِم ودمائِهِم في سبيلِ الحفاظِ على مقدراتِ هذا البلدِ عبرَ تاريخِهِم الطويلِ، ولا يزالوانَ يتسابقونَ ويتسارعونَ إلى ذلك، ويبذلونِ الغالِي والنفيسَ، فما أعظمَ وفائَهُم، وما أقوى عزيمتَهُم، وما أصدقَ حبَّهُم لوطنِهِم، وصدقَ فيهم قولَ اللهِ: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا مَا عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ وحُقَّ فيهم خبرُ رسولِنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيثُ يَقُولُ: «عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» (الترمذي وحسنه)، فهم تاجُ رؤوسِنَا، وفخرُ أمتِنَا، وعنوانُ عزتِنَا، وصمودِنَا وكرامتِنَا، وأيقونةُ نصرِنَا وحريتِنَا، وهذا يُحتِّمُ علينا جميعًا أنْ نصطفَّ صفًّا واحدًا خلفَهُم، ونحذُو حذوَهُم، ونُربِّي أجيالَنَا على أنْ يكونُوا نموذجًا للاقتداءِ بهم، ومثلًا أعلَى في الدفاعِ عن بلدِهِم، وفِي مواصلةِ مسيرةِ البناءِ والتعميرِ.

اللهم إنَّا نسألُكَ شهادةً صادقةً في سبيلِكَ، وأنْ تحفظَ دينَنَا الذي هو عصمةُ أمرِنَا، ودُنيانَا التي فيها معاشُنَا، وآخرتَنَا التي إليها مردّنَا، وأنْ تجعلَ بلدَنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمنًا أمانًا، سلمًا سلامًا وسائرَ بلادِ العالمين، وأنْ توفقَ ولاةَ أُمورِنَا لما فيه نفعُ البلادِ والعبادِ .

كتبه: د / محروس رمضان حفظي عبد العال

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »